بكى وحق له أن يبكي

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه قصة كتبتها والله أسأل أن يجعل بها فائدة لمن يقرأها :

كان هناك رجل في منتصف العمر , يسكن مع إسرته في إحدى القرى الريفية الصغيرة , ويمارس حياته كغيره من أبناء القرية , ولم يكن دخله المادي ليجاوز حاجته وحاجة أولاده فقط , ولكنه كان مقتنعا" بما آتاه الله من رزق , مطمئنا" للعيش بين افراد عائلته المتواضعة والتي تتكون من زوجته وولدين وثلاث بنات , فدارت رحى الأيام ودارت , وتبدلت أحوال" بأحوال , وذهب الأبن الأكبر ليكمل دراسته لدى أخواله في المدينة التي تبعد عن قريتهم بحوالي 500 كلم , وأتى من يخطب أبنته التي تتبع أبنه الأكبر بالعمر , فوافق على الفور لما يعرفه عن أخلاق الشاب الخاطب وتدينه , وتم الزواج وذهبت البنت مع زوجها لتبدأ حياة" تختلف كليا" عن حياتها السابقة , فقد أصبحت زوجة" بعد أن كانت بنت , وبدأت المسؤولية تكبر عليها كما هو الحال مع قريناتها من بنات المجتمع , فلنعد إلى ذلك الأب الذي بدأت ترتسم على وجهه معالم الحياة التي تطغى عليها صعوبة المعيشة , وتقدم السن , جلس ذلك الكهل وإن كان جاوز مرحلة الكهولة بالنسبة لعدد السنين التي عاشها , ولكنه لا يزال يمتلك قوة الإراة والعزيمة اللتان ساعدتاه على إستكمال نشاطه وحيويته رغم تقدمه في السن , جلس يفكر ويفكر برهة" من الوقت , ثم لم تلبثا عيناه أن ذرفتا دموع الحزن والألم , ليس آسفا" على مافاته من الأيام والسنين , ولا لفقد قريب , ولكنه يبكي بكاء الأوفياء في زمان الأشقياء , ذلك أنه رأى جارا" لا يحفظ حق الجوار بل لا يعرف أصلا" ما هو حق جاره عليه !!! , ورأى ابنا" لا يبر أبيه , وأبا" لا يرحم أبنه , وبنتا" لا تتخذ من أمها قدوة" ولا تلقي لها بالا" , وأما" قد نزعت منها الرحمة والشفقة على أبناءها !! هذا بعض ما رأه وسمعه وعايشه , فكيف لا يبكي ؟!!! كيف لا يبكي وما خفي أعظم ؟؟!
هذا مع الأسف هو واقع مجتمعنا اليوم , نسأل الله العفو والعافية والسلامة من كل أثم , ونسأله سبحانه أن يهدينا وكافة أخواننا المسلمين إلى ما يحبه ويرضاه , ولا حول ولا قوة إلا بالله .

موضوع رائع
تسلم الايادي
وننتظر جديدك دائما
تحياتي

قصة حزينه ومؤثّرة

أسأل الله الهداية للجميع

جزاك الله خير ياعمر

بكى وحق له أن يبكي

بكى وحق له أن يبكي

رد: بكى وحق له أن يبكي

رد: بكى وحق له أن يبكي