قصة صنيتان بن راجح (منقّد القهاوي)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده , والصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،، أما بعد :
صنيتان بن راجح أمير البدارين من بني عمرو من حرب ، شيخ إشتهر بالشجاعة و الكرم

وهو من كبار أمراء حرب وقد أشتهر الشيخ : صنيتان في نقده للقهوة حيث عرف أنه يبين

عيوب القهوة من لونها و رائحتها ، حيث أنه يعرف القهوة إذا كانت مخلوطة ، أي : إذا نقص بعض الطبخات في ذلك الوقت ، يزيد بعض الناس أي نوع آخر على النوع الذي قبله

وتصير قهوة عادية لا فرق فيها عند كثير من الناس ، إلا صنيتان ، فهو يعرف أنها مخلوطة ، ومن نقده الخارق أنه يعرف القهوة إذا كان الذي مسويها عليه جنابة أم لا ، حيث أنه كان

الماء في ذلك الوقت شحيحٌ جداً ، حيث أنه لا يجد الإنسان ما يسد به فيه ظمأه ، ومن عرفه

أيضاً ، أنه يعرف القهوة إذا كان اللي مسويها حرمه ، ولا يذوقها حيث كان في عهده

النساء ، حيث أنهن ما يقربن الدلال و لا يشربن القهوة ، ومن شواهد هذه الميزات في صنيتان بن راجح ، أنه إستدعاه عبيد بن رشيد ، حاكم حائل في عهده ، وقال لعبيده وخدمه إعملوا لنا قهوة من ثلاث أصناف وصبوها لنا نبغي نمتحن إبن راجح فيها ، فلما ساقوا الفنجال على صنيتان و شرب منه شفةً واحدة ، سأله الأمير عبيد بن رشيد قال ويش رايك يابن راجح بهذه القهوة ، قال : ( قهوة طيبه لو ما هي ثلاث أنواع ) فضحك إبن رشيد ، وقال : قرار لك يابن راجح و صدقت وعزالله إنك تستاهل الكيف وأنت راعيه و صدق من قال عنك إنك ناقد قهوة ، فلما أراد صنيتان أن يذهب إلى دياره رفض إبن رشيد وقال : ( الليلة ما أنت رايح وباكر إنشاء الله تتيسر ) فلما أصبح الصباح وبعد صلاة الفجر ، جابوا الخدم القهوة وساقوا الفنجال على إبن رشيد ومن ثم على صنيتان بن راجح ، فرفض صنيتان أن يشرب الفنجال حيث أنه أخذه و أجلسه أمامه ، فقال إبن رشيد : ( إشرب فنجالك يا إبن راجح ) ، فأبى أن يشرب فنجاله ، فقال إبن رشيد : ( إن تشرب الفنجال وإلا أن تخبرني ليش عفت قهوتنا ) ، فلطلب صنيتان بن راجح منه أن لا يتعرض للخدم ولا يمسهم بسوء إذا أخبره ، وإلا سوف يرفض حتى ولو على قتله ، فأعطاه الأمير الأمان بأنه لن

يتعرض للخدم بأي شيء ، فقال : ( القهوة صايده ) فأمر إبن رشيد على العبيد و الخدم وقال لهم : ( أنثروا الدلال ) ، فنثروا الدلال المباهر وأتوه بالقهوة وصبوها مرة ثانية ، فرفض

صنيتان بن راجح أن يشرب ، فقال إبن رشيد : ( أننا نثرنا الدلال السابقة ) ، فقال صنيتان بن راجح : ( بلاها فيها ما تغير ) فقال إبن رشيد : ( جميع الدلال الموجودة إنثروها بما فيها المصفاة ) والمصفاة : يسميه أهل الشمال القمقم ،، فلما نثروا المصفاة وجدوا دبدوب أي ما

نسميه ( شبث ) وهو أكبر أنواع العناكب عندنا في الجزيرة ، وجدوه في وسط المصفاة ، فقال صنيتان بن راجح من غير شعور : ( إشرب مرق وأنا إبن راجح ) ولا يزال هذا المثل دارج مع قبيلة حرب وبعض القبائل الأخرى ، وكل يشهد لصنيتان بن راجح بهذه الميزة التي وهبها الله له ، ومن شهوده قصيدة الشمري :

يـســـتــاهــل الـفـنـجـــال شــارب صــنـيــتــان
الـلـــي يــبــيـــن مـا خــفـــي مــن اعــيــوبــه
مــن شــمــتــه يــعــرف اعـيــوبـه إكـحـيــلان
والــنــاس مــن حــولــه حـــشـــى مــا دروبـه
إبــن رشــــيــد عــبـيــد يـشــهـــد وســبـهـــان
والـلــي حــضــر هــاك الـنـهــار اشـهـدوا بـه


.

يعطيك العافيه


قصة طيبه

قصة رائعه جداً

يعطيك العافيه عمر