منتديات وميض النجـم اللامـع
أهــلا" وسهــلا" ومرحـبــا" بـك زائـرنـــا الكــريــم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات وميض النجـم اللامـع
أهــلا" وسهــلا" ومرحـبــا" بـك زائـرنـــا الكــريــم
منتديات وميض النجـم اللامـع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البث المباشر (حقائق وأرقام)

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

البث المباشر (حقائق وأرقام) Empty البث المباشر (حقائق وأرقام)

مُساهمة من طرف عمر المختار الخميس 20 يناير 2011 - 2:59

البث المباشر حقائق وأرقام

الشيخ أ.د ناصر بن سليمان العمر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

أولاً: المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فقد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:70، 71).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6).
أما بعد:
فقرابة عام 1400هـ قام د / محمد عبده يماني -وكان وزيرا للإعلام وقتئذ بإلقاء محاضرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وكان مما ذكر أنه بعد حوالي سبع سنوات سيستطيع المشاهد للتلفزيون أن يرى عددا من القنوات العالمية عبر الأقمار الصناعية، كما يستمع الآن إلى بعض المحطات الإذاعية العالمية. وكان كلامه وقتئذ كأنه أحلام، ولكنه ظل عالقا في ذهني، أفكر فيه مرة بعد أخرى، ولم أجد حينها من الكتابات ما يؤيد ذلك أو ينفيه.
وفي عام 1408هـ بدأ الحديث عن هذا الموضوع، ومع مطلع عام 1409هـ أصبح الحديث أكثر جدية، وبدأت الندوات والتحليلات، مما يدل على أن الأمر واقع لا محالة.
هنا رأيت لزاما علي أن أولى هذا الجانب بعض ما يستحقه من اهتمام، ودعيت إلى إلقاء محاضرة عن الموضوع في رمضان 1409هـ فشمرت واجتهدت، وجمعت المصادر والمراجع، واستمعت إلى ندوة عقدت حول الموضوع، ثم ألقيت المحاضرة ولم أكن أتصور بعد إلقائي للموضوع أنني كمن ألقي حجرا في ماء راكد، حيث أحدثت المحاضرة صدى كبيرا، وتوالت الأسئلة والاستفسارات، ودعيت لإلقاء المحاضرات حول الموضوع داخل المملكة وخارجها، فألقيت ثمان محاضرات وشاركت في ندوتين( ).
وكنت خلال تلك المدة أتابع ما يستجد وأتلقى الرسائل حول هذه القضية. وكانت هناك رغبة في إخراج هذا الموضوع في رسالة أو كتاب، وكلما هممت في إخراجه جاء ما يؤجل ذلك، وبخاصة أنني أشعر أنه لم يكتمل بعد.
ومع بداية عام 1412هـ شعرت أن تحقيق هذه الرغبة أصبح أمرا لازما بعدما رأيت الحلم حقيقة، والخيال أصبح واقعا.
لما رأيت الأمر أمرا منكرا حاضرت قومي وكتبت مخبرا
وها هو الكتاب بين أيديكم، فما كان فيه من حق وخير فمن الله، وما كان فيه من تقصير أو قصور فمن نفسي والشيطان، واستغفر الله.

ولي أمل في إخوتي الكرام أن يراعوا ما يلي:
1- أن الموضوع على جانب كبير من الأهمية، وخطورته لا تخفى، ولكن القضية أن أثره لا يظهر بين عشية وضحاها، وإنما على مر الشهور والسنين، ولذا قد يتصور البعض أن الموضوع لا يستحق هذا الجهد وهذا الاهتمام، وتجربتنا مع الأفلام والتلفزيون كافية، مع الفرق بينهما.
2- اعتمدت في بيان أثره على ما كتب وألقي في الموضوع، ونتيجة الدراسات التي أعدت حول أثر التلفزيون والأفلام، حيث استخدمت (قياس الأولى) وذلك أن ما سيرد في هذا البث أشد مما يعرض في بعض التلفزيونات العربية، بل وأشد مما في الأفلام، ودعوكم من الكلام الذى يقال خلاف ذلك ( ) فقد ثبت لدي أن الأمر أدهى وأمر، ولا يصح إلا الصحيح.
3- قد يتعجل البعض فيتصور أني بالغت في الموضوع، وبخاصة عند بيان الأثر، وهذا الأمر غير صحيح، فقد تحاشيت المبالغة، وابتعدت عن العاطفة المجردة من الحقائق، ولذلك حرصت أن أجعل الأرقام والدراسات وكلام العقلاء والمختصين هو الذي يتحدث، ونوعت مصادر الدراسة والاستشهاد، دفعا لهذا التوهم، وأقول كما قال الأول:
أرى خلل الرماد وميض نار
فإن لم يطفها عقلاء قومي
ويوشك أن يكون لها ضرام
يكون وقـودها ذمم وهـام
4- قد يستغرب بعض الأحبة استشهادي بعض الأقوال لأشخاص كان الأجدر عدم ذكرهم، فأقول: مهلا، إن ذكري لهؤلاء ليس ثناء ولا توثيقا لهم، وإنما هو من باب "وشهد شاهد من أهلها" و "الحق ما شهدت به الأعداء" ولأبين أن خطر هذا الداء حقيقة يشترك في معرفتها أغلب العقلاء.
5- ما أنـزل الله من داء إلا وأنـزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، ومن هنا فقد اجتهدت في بيان العلاج وسبل الوقاية، ووقفت مع أغلب الحلول المطروحة، مناقشا، ومؤيدا، ومخالفا. ثم بينت تصوري حول ما أراه من علاج لهذه القضية، ومع ذلك فالموضوع يحتاج إلى مزيد من بيان سبل العلاج "وفوق كل ذي علم عليم".
6- وأخيرا: أتقدم بشكري -بعد شكر الله- لكل من ساهم في الإعداد لهذا الموضوع برأي أو كتاب أو سؤال ( ) والحمد لله أولا وأخيرا على توفيقه وإعانته، وأسأله أن يجعل هذا العمل متقبلا، وأن يتجاوز عن خطأي وتقصيري وأقول بعد ذلك:
ربي لك الحمد لا أحصي الجميل إذا
فلا تؤخـذانـي إن زل اللسان وما
نفثت يوما شكاه القلب عن كـرر
شيء سوى الحمد بالضراء يجمل
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


أ.د.ناصر بن سليمان العمر
الدمام: يوم الجمعة 12/3412هـ

ثانياً: تمهيد
أهمية الإعلام في الحياة المعاصرة
منذ عشرات السنين قال الشاعر حافظ إبراهيم:
لـكـل زمـان مضـى آية وآية هذا الزمان الصحف
أما اليوم فلم تعد الصحف هي الوسيلة الإعلامية الوحيدة بل تعددت قنوات ووسائل الاتصال حتى حار الإنسان فيها،،واتخذت أشكالا عدة أبرزها ما يلي:
1- الإذاعات: وهي أوسع القنوات الإعلامية انتشارا للأسباب التالية:
(أ) أنه يشترك فيها المتعلم، والعامي، والصغير والكبير، والرجل والمرأة.
(ب) قلة تكلفتها المادية، بخلاف كثير من وسائل الإعلام الأخرى، فما على المرء إلا أن يشتري جهاز راديو حسب إمكاناته المادية، حتى لو لم يملك إلا دريهمات معدودة. فسيجد ما يلائمه منها، مما يحوي عدة موجات.
(جـ) سهولة الاستعمال، فيستطيع الإنسان أن يستمع إلى الراديو في أي مكان كان ما لم يوجد حاجز طبيعي.
(د) طول مدة الإرسال، وكثرة الإذاعات؛ فالإرسال الإذاعي يستمر ساعات طويلة في أغلب الإذاعات، وهناك إذاعات يستمر إرسالها (24) ساعة متصلة.
(هـ) عدم وجود رقابة على الإذاعات، ويستطيع المستمع أن ينتقل من إذاعة إلى أخرى دون حسيب، أو رقيب من البشر.
ولهذا فقد لعبت الإذاعات دورا مهما في حياة الناس،،ولا تزال مع التقدم الهائل في الوسائل الإعلامية الأخرى تحتل مكانة بارزة،،وتؤثر تأثيرا واضحا.
ويكفي أن أشير إلى أن هناك عددا من الإذاعات العالمية استحوذت على أغلب المستمعين، وعلى رأسها ثلاث إذاعات، وهي:
1- إذاعة لندن.
2- صوت أمريكا.
3- مونت كارلو.
وقد كشفت أحداث الخليج تأثير تلك الإذاعات، وتسابق الناس للاستماع إليها، ومما يذكر في هذا الشأن أن رجلا اشترى راديو من أحد المحلات في الرياض، وطلب من البائع أن يحدد له موجات تلك الإذاعات، ويثبته عليها، كما ذكرت ذلك إحدى الصحف. ورجل آخر اشترى عدة راديوهات وجعل كل راديو على موجة من هذه الموجات، حتى لا يفوته خبر منها.
ولم أر أن العرب أجمعوا على شيء كإجماعهم على الاستماع لإذاعة لندن، مع اختلافهم في تقويمها.

2- الصحف، والمجلات، والدوريات، والنشرات:
وقد تربعت الصحافة على عرش التأثير زمنا طويلا، حتى أصبحت في فترة من الفترات تسمى السلطة الرابعة.
واليوم تبوأت الصحافة مكانة أسمى، وتأثيرا أقوى، حتى أصبح الملوك، والرؤساء يخطبون ود رؤساء التحرير، ويتقربون منهم، ويغدقون عليهم العطايا، والهبات رجاء وخوفا، بل تعدى الأمر إلى صغار المحررين، والمبتدئين من المراسلين، وأصبح كثير من الناس لا يستطيع أن يستغني عن مطالعة الصحف، والمجلات يوميا، بل الكثير منهم لا يتناول فطوره إلا بعد الاطلاع على صحف اليوم.
ويكفي أن أدلل على أهمية الصحافة بالتأمل فيما يلي:
(أ) يطبع في المملكة ثمان صحف عربية يومية، توزع أكثر من مليون نسخة.
(ب) يدخل إلى سوق المملكة عدد من الصحف العربية اليومية توزع أكثر من مليون نسخة.
(جـ) يطبع في المملكة عدد من الصحف اليومية باللغة الإنجليزية، توزع مئات الآلاف من النسخ.
(د) يطبع في المملكة عدد من المجلات الأسبوعية توزع مئات الآلاف من النسخ.
(هـ) يدخل إلى سوق المملكة شهريا أكثر من أربعمائة مطبوعة، بين جريدة، ومجلة دورية، توزع أكثر من عشرة ملايين نسخة.
فإذا قارنا هذه الأرقام بعدد سكان المملكة ندرك الدور الذي تلعبه الصحافة في حياتنا.
3- التلفزيون والفيديو:
وهذا بيت القصيد، ومربط الفرس؛ فبالرغم مما تقوم به الوسائل الإعلامية الأخرى حسب ما بينت سابقا، فإن تأثيرها -رغم قوته - لا يتعدى 30% من قوة تأثير التلفزيون والفيديو، وقد أثبتت الدراسات، والبحوث العلمية التي أجريت حول مدى تأثير التلفزيون والفيديو أن تأثيرهما لا تقاربه أي وسيلة أخرى، وستتضح هذه الحقيقة من خلال هذا الكتاب، وذلك للأسباب التالية:
(أ) انتشار هذا الجهاز حتى أنه قل أن يخلوا منه بيت،أو يسلم من مشاهدته إنسان.
(ب) عدد الساعات التي يقضيها المرء عند التلفزيون والفيديو، فقد ذكر د / حمود البدر ( ) أن الدراسات، والأبحاث أثبتت أن بعض الطلاب عندما يتخرج من المرحلة الثانوية يكون قد أمضى أمام جهاز التلفزيون قرابة (15) ألف ساعة، بينما لا يكون أمضى في حجرات الدراسة أكثر من (10800) ساعة على أقصى تقدير ( ) أي في حالة كونه مواظبا على الدراسة محدود الغياب.
ومعدل حضور بعض الطلاب في الجامعة (600) ساعة سنويا، بينما متوسط جلوسه عند التلفزيون (1000) ساعة سنويا.
(جـ) طول مدة البث يوميا، واستمراره جميع أيام الأسبوع دون عطلة، أو إجازة.
(د) الحالة النفسية للمتلقي، حيث إن المشاهد للتلفزيون، أو الفيديو يكون في حالة نفسية جيدة راغبا للمشاهدة مستعدا للتلقي، متلذذا بما يرى، بخلاف الطالب في المدرسة، ومهما كانت حالة الطالب من الارتياح لأستاذ من الأساتذة، أو مادة من المواد، فإنها لا تصل إلى حالة مشاهد يرى فيلما غريزيا، أو حلقة من حلقات المصارعة، أو مبارة من مباريات كرة القدم.
وقد قامت جريدة عكاظ ( ) بإجراء تحقيق مع عدد من الطلاب الذين يشاهدون الأفلام فكان مما قالوه:
1- قال الشاب سلطان الدوسري: إنني أشتري كل أسبوع ثلاثة أشرطة، أو أكثر وأحرص على مشاهدتها منفردا حتى أستطيع أن أحس بالمتعة، والارتياح، وأرتاح كثيرا لهذه الأفلام التي لا أمل مشاهدتها، إذ يمكنني إذا شدتني أن أستمر في مشاهدتها لأكثر من ست ساعات دون أن أحس بأي ملل.
2- قال الطالب بسام العقيل: إنني أحرص دائما على اقتناء أشرطة عديدة من خلال اشتراكي في العديد من محلات الفيديو، وذلك لضمان الحصول على عدد معقول من الأشرطة الجديدة، وخاصة ذات الطابع العنيف، والتي أستمتع بها كثيرا، ولذا فقد أمضي النهار كله في مشاهدة الفيديو دون أن أحس بملل.
3- ويقول عبد الله الحمداني: أنا أشاهد أعدادا كبيرة من الأشرطة تصل غالبا إلى عشرة أشرطة في الأسبوع، حيث أقضي حوالي أربع ساعات يوميا في مشاهدتها. كما أحرص على اقتناء الأفلام ذات الطابع العنيف، والمغامرات والتي تجعلني أستمتع بها كثيرا.
(د) إن أسلوب عرض البرامج، والتمثليات بلغ الذروة في الإخراج،واستخدام التقنية مع التشويق، والإغراء وحسن العرض مما يجعل المشاهد أسيرا لها مع قوة التأثير.
(هـ) إن الراديو يدرك بحاسة السمع، والصحافة تدرك بحاسة البصر، أما التلفزيون فتشترك فيه حاستان هما السمع والبصر، مما يجعل تأثيره أكثر. ولقد تطور التلفزيون تطورا مذهلا، ووصل إلى تقنية عالية الجودة، وانظر إلى هذه الأرقام ( ) لتعي ما أقول:
عام
1920م بدأت محاولات إنتاج التلفزيون.
1927م بدأ الإرسال التجريبي.
1951م بدأ إرسال التلفزيون الملون.
1962م أطلقت أمريكا القمر الصناعي (تليستار).
1968م بدأ إنتاج مسجلات الفيديو.
1975م اخترعت شاشة التلفزيون المسطحة.
1979م بدأ عرض التلفزيون ثلاثي الأبعاد.
1989م بدأ البث التلفزيوني المباشر.
ولقد كان المشاهد أسير قناة واحدة، أو قناتين، وعلى كل الأحول لا تتعدى القنوات التي تبث من بلده، أو من الدول المجاورة إن كان بثها قويا خمس قنوات.
ثم جاء الفيديو، وأتاح للمشاهد فرصة الاستمرار في مشاهدة ما يرغب من أفلام دون أن يكون أسير ما يبث في التلفاز ضمن إطار ضيق.
أما الآن فقد بدأ البث التلفزيوني العالمي، مما يفتح الباب على مصراعيه، ويجعل تأثير التلفزيون فيما مضى محدودا إذا قورن بالمرحلة المقبلة، والانفتاح المذهل.
4- وهناك وسائل إعلامية كثيرة: كوكالات الأنباء،والأشرطة السمعية، وما أتاحته وسائل الاتصال الحديثة كالهاتف، والفاكس، والبريد الإلكتروني، وغيرها مما يساعد على تبادل المعلومات بسرعة فائقة، حيث أصبح العالم الرحب كقرية صغيرة، من حيث انتشار الأخبار، وسرعة وصول المعلومات، وتأثير الأحداث، والتدخل في شؤون الآخرين بسرعة مذهلة، فانقلاب في روسيا في الشرق تساهم أوربا وأمريكا في إسقاطه خلال يومين، وإشاعة حول بنك من البنوك في الغرب تقضي على بنك آخر في الشرق.
وقيام انقلاب في الشرق يؤدي إلى انهيار سوق الأسهم في الغرب خلال ساعات معدودة، وفشل الانقلاب يعيد الأمور إلى نصابها.
وبهذا نستطيع أن نقول إن الإعلام اليوم هو الذي يتولى مقاليد الأمور في العالم، والذي يستطيع أن يسيطر على وسيلة من وسائل الإعلام المؤثرة يكون قد شارك في الحكم عالميا، ومحليا حسب تأثير وسيلته، وقوة نفوذها.
ومن هنا، ولما للإعلام بعامة والتلفزيون بخاصة من تأثير على الأمم، والمجتمعات، ونظرا لما يتوقع أن يحدثه البث المباشر من آثار وبخاصة في عالمنا الإسلامي وأخص منه بلادنا نظرا لما تتمتع به من قيم ومبادئ حاول الأعداء اختراقها ففشلوا.
لهذا كله -وللأسباب التالية- جاء هذا الكتاب إعذارا وإنذارا.
وأوجز أسباب تأليفه بما يلي:
1- الآثار السلبية لهذا الأمر على المدى القريب والبعيد.
2- الجهود الجبارة التي يبذلها الأعداء في هذا المضمار، من صناعة الأقمار والأجهزة، وإعداد البرامج،والمؤتمرات استعدادا لهذا الحدث الضخم.
3- أن الموضوع لم يعط حقه من الدراسة والتحليل، وما قدم في هذا المجال لا يعدو محاولات جزئية تفتقر إلى العمق، والشمول.
4- وجود بعض الأصوات المهونة من شأنه، والمقللة من خطورته، بل والمرحبة به ( ).
5- المقارنة الخاطئة بين أثر الراديو عندما تم البث العالمي، وبين أثر البث التلفزيوني، حيث سوى الكثيرون بين الأمرين.


ثالثاً: البث المباشر:مقدمة لابد منها
بعد أن قمت بإلقاء المحاضرة الأولى عن البث المباشر -وكانت تكاد تخلو من التفصيل في الناحية الفنية لعملية البث المباشر- اتصل بي عدد من الإخوة، ورغبوا الإجابة على كثير من الأسئلة في هذا الجانب.
وعندما ألقيت محاضرتي الثانية في هذا الموضوع ضمنتها تفصيلا لهذا الجانب، فجاءتني بعض الأسئلة، وفيها عتب علي في ذلك، وأن الواجب عدم التفصيل حتى لا يستغلها ضعاف النفوس.
وفي هذه الرسالة سأفصل في هذا الموضوع للأسباب التالية:
1- أن معرفة الشر وطرقه من أجل عدم الوقوع فيه، وتحذير الناس عنه أمر مشروع، فإن حذيفة  يقول: " كان الناس يسألون رسول الله  عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة الوقوع فيه".
وقد أقره الرسول  على ذلك، بل أجاب على أسئلته.
2- أحاديث الفتن، وفيها بيان الشر وكيف يقع، وذلك من تحذير المصطفى  لأمته.
3- أن تجاهل الشر لا يحول دون انتشاره، بل قد يكون سببا لذلك، لغفلة الدعاة عنه.
4- أن ما سأذكره ليس من الأسرار الخاصة، بل هي معلومات متاحة، ومنشورة ولذا آمل من الإخوة الكرام مراعاة هذه الحقائق، وألا نكون كما قال الشاعر:
كـن جاهـلا أو فـتجاهل تـفـز للجهل في ذا الدهر جاه عريض



رابعاً: تعريفه
هو قيام الأقمار الصناعية بالتقاط البث التلفزيوني في بلد من البلدان، وبثه مباشرة إلى أماكن أخرى تبعد عن مكان البث الأصلي مسافات بعيدة، تحول دون التقاط البث دون وسيط.

كيف يتم البث المباشر
من خلال التعريف السابق نلحظ أن مرتكزات البث تعتمد على ثلاث ركائز:
1- القناة التلفزيونية التي تبث البرنامج،أو الحدث.
2- القمر الصناعي الذي يتولى التقاط البث، وإعادة بثه مباشرة للمشاهدين.
3- المتلقي، وهو جهاز التلفزيون العادي، مضافا إليه جهاز التقاط مخصص للبث التلفزيوني المباشر، حيث يتلقى ما يبثه القمر الصناعي مباشرة دون وسيط.
ولمزيد من الإيضاح أشير إلى ما يلي:
إذا أعلن التلفزيون الأمريكي -مثلا- عن برنامج من البرامج، أو حدث من الأحداث كنقل مباراة عالمية تقام في لوس أنجلوس،،ورغب المشاهدون في السعودية رؤية هذه المباراة أو مشاهدة هذا الحدث، فإنه لا بد من الخطوات التالية:
تقوم وزارة الإعلام ممثلة بالتلفزيون بالاتصال بوزارة البرق، والبريد، والهاتف حيث يتم عن طريقها الاتفاق مع قمر من الأقمار الصناعية لحجز قناة تلفزيونية، ثم يتصل بالتلفزيون الذي يريد بث المباراة، ويتفق معه على نقلها فيقوم التلفزيون الأمريكي بالبث للقمر الصناعي، ويقوم القمر الصناعي بالبث للمحطة الأرضية التي تستقبل من الأقمار الصناعية كالمحطة الموجودة في ديراب ( ) ثم تقوم المحطة بتحويل ما تتلقاه إلى التلفزيون السعودي الذي يقوم بدوره ببث ما يريد إلى المشاهدين عبر إحدى ( ) القناتين التلفزيونيتين العاملتين حاليا، ولا بد من اتخاذ الإجراءات الفنية، والمالية اللازمة لدى كل من - القناة الأمريكية، القمر الصناعي - وزارة البرق والبريد والهاتف - وزارة الإعلام (التلفزيون). وبهذا يتم بث الحدث مباشرة.
أما ما سيحدث مستقبلا -والعلم عند الله- فإن المشاهد سيرى ما يبثه: التلفزيون الأمريكي مباشرة دون تدخل من التلفزيون السعودي، فكما يرى القناة السعودية سيرى القناة الأمريكية إن كانت منقولة، ومع ما سبق فإن هناك عوامل فنية تتحكم في البث المباشر، ولأهمية هذه العوامل فقد قام د/ محمد عبد المنعم فطيم ( ) بشرح واف لها حيث قال:
جميعنا يشغله موضوع البث التلفزيوني المباشر من الأقمار الصناعية، وأهم التساؤلات المطروحة تتعلق بإمكانية الاستعاضة عن الهوائيات ذات الأقطار الكبيرة بأخرى صغيرة، وهل استقبال برامج هذه الأقمار بواسطة هوائي التلفزيون المنـزلي ممكن أم لا ؟
وللرد على ذلك يجب معرفة بعض البيانات مثل الموقع المداري للقمر المعني، والموقع الجغرافي للراصد، قيمة القدرة المشعة للإرسال، وقطاع التغطية الأرضي لبث هذا القمر، بالإضافة إلى تردد الإشارة المستقبلة ( ). أولا: الموقع المداري للقمر،والموقع الجغرافي للراصد ( ).
توضع الأقمار الصناعية في مواقع مدارية تتحدد بخط الطول وهي (العنوان الذي نستدل منه على صاحبه) وبالتالي يلزمنا قبل الحديث عن أي قمر،أن نعرف عنوانه (خط الطول الذي يشغله) إذ سيحدد لنا ذلك إمكانية التعامل معه من عدمه، فضلا عن كونه يدخل في حساب اتجاه زاوية النظر الرأسية لهوائي الاستقبال باتجاهه.
أما الموقع الجغرافي للراصد (خط الطول وخط العرض)،فترجع أهميته إلى كونه أحد العوامل الرئيسية التي تحدد قطاع الرؤية، بمعنى أنه مسؤول عن تحديد الأقمار المدارية التي يمكننا التعامل معها من موقع الرصد.
فمثلا باعتبار أن موقع الرصد هو الرياض (خط الطول 46.5 درجة شرقا و 24.5 شمالا)،فإن القوس المداري الذي تقع عليه الأقمار التي يمكن التعامل معها هو (332 درجة شرقا إلى 360 درجة شرقا) فوق المحيط الهندي، ويعني ذلك أن الأقمار التي تقع على القوس المداري فوق المحيط الباسفيكي (من 120 درجة شرقا إلى 80 درجة شرقا) والتي تقع على القوس المداري من (280 درجة شرقا إلى 332 درجة شرقا) فوق المحيط الأطلنطي لا يمكن التعامل معها من أراضي المملكة. ثانيا: القدرة المشعة:
ونعني بها شدة الإشارة التي يبثها القمر عند استقبالها بموقع الرصد، وهذه يتم حسابها في مرحلة تصميم القمر وفقا للمنطقة المطلوب تغطيتها، وتكون لها قيمة عظمى عند المركز كما تقل كلما بعدنا عنه، وبالتالي تعتبر قيمة القدرة المشعة عاملا رئيسيا في تحديد قطر الهوائي.
(فكلما زادت القدرة المشعة قصر طول الهوائي وكلما ضعفت زاد طول الهوائي) فمثلا إذا كانت قدرة القمر المشعة منخفضة في حدود (34 ديسيبل وات) فإنه يحتاج إلى محطة استقبال لا يقل قطر الهوائي عن (3) متر، أما إذا كانت القدرة المشعة مكثفة (65 ديسيبل وات) فأكثر فإنه يحتاج إلى هوائي قصير بين (45 إلى 90 سم) فقط حسب الموقع. ثالثا: قطاع التغطية الأرضي:
لا يكفى أن يكون القمر في موقع مداري يمكن للراصد أن يتعامل معه، بل يجب أن تغطي هوائيات الإرسال له موقع الراصد، فمثلا: رغم أن القمر الفرنسي (TDF) يقع على خط الطول (314) درجة شرقا، مجاورا لقمر الانتلسات الواقع على (342) درجة شرقا، وتتعامل معه محطة الرياض (4) إلا أن رصده من المملكة غير ممكن نظرا لعدم تغطية هوائياته لها ( ). رابعا: تردد استقبال الإشارة، تردد الإرسال من القمر:
تعتبر الترددات - عموما سواء المستخدمة في القطاع الأرضي ( ) أم الفضائي من المصادر الطبيعية التى ينتج عن عدم حسن استخدامها صعوبات ومشكلات هائلة، ولذلك فإن دول العالم ممثلة بالاتحاد الدولي للاتصالات وجهاته المختلفة تولي اهتماما بالغا بتقسيمها، وفقا لطبيعة الاستخدامات، وتضع قيودا على الترددات.
وأقمار البث المباشر قد حدد لها تردد معين، يختلف باختلاف الموقع للقمر والموقع للراصد ( ) حيث إن التردد له تأثير على أي إرسال لاسلكي آخر، وعدم التحكم فيه يؤثر على غيره، فنجد أن التردد الذي تستخدمه روسيا للبث في سيبيريا، والذي تستخدمه اليابان للبث إلى جزرها، لا يصلح في أوربا وآسيا لتأثيره على بقية الاتصالات اللاسلكية، بل لا يصلح للبث في وسط اليابان أو وسط روسيا للسبب نفسه ( ) .
أقمار البث المباشر :
تطورت الأقمار الصناعية للاتصالات تطورا مذهلا خلال سنوات محدودة، ولقد كانت الأقمار الصناعية تطلق في الفضاء لعدة أغراض ( ) فنجد أن القمر يحتوي على عدد من الخطوط الهاتفية وبعض القنوات التلفزيونية، وهذه القنوات لا يمكن التقاطها من المشاهد العادي، بل لا بد أن يكون عبر المحطات الأرضية الضخمة، وبعد اتفاقيات دولية مسبقة. ولقد كانت ساعات البث من تلك الأقمار إلى المحطات الأرضية محدودة جدا ثم زادت شيئا فشيئا حتى بلغت الذروة تبعا لتطور الاتصالات والحاجة إليها. ففي عام 1965م كان مجموع ما بثته الأقمار الصناعية إلى المحطات الأرضية من البرامج التلفزيونية (80) ساعة فقط، ثم ارتفع ارتفاعا مذهلا حتى بلغ عام 1981م، مجموع ما بثته الأقمار الصناعية (26.658) ساعة، ووصل عام 1982م إلى (45.000) ساعة، وفي العام 1984م وصل إلى (75.000) ساعة ( ).
أما الآن للبث التلفزيوني. وتعتبر أهم أقمار البث التلفزيوني المباشر والمسجلة بالاتحاد الدولي للاتصالات حتى الآن هي ( ) شبكة أقمار ( TDF فرنسا ) و (TV-SAT ألمانيا) و ( TELEالسويد) و (BSB انجلترا) وفي الطريق عدد من الأقمار التي ستطلق قريبا.
ولمزيد من الإيضاح حول الأقمار الصناعية للبث المباشر أوضح ما يلي: ( )
1- القمر الصناعي يقع على ارتفاع شاهق يصل إلى 36 ألف كيلو متر عن الأرض.
2- يغطي القمر الواحد ثلث مساحة الكرة الأرضية.
3- يعمل القمر على مدار (24) ساعة.
4- كل قمر يحتوي على عدد من القنوات تصل في بعض الأقمار إلى (120) قناة.
5- أعلنت وكالة الفضاء الأوربية أن عدد سواتل البث المباشر -الأقمار الصناعية- سيبلغ عام 1990م (24) قمرا، بالإضافة إلى (60) قمرا للخدمات الأخرى.
6- ستعتمد هذه الأقمار على مواصفات جديدة تتفوق على الأنظمة المعمول بها حاليا كـ (بال وسيكام) وغيرهما، حيث ستمنح الصورة صفات نوعية من ناحية الألوان، وكذلك الصوت والتقنية.
7- وأخيرا فإنه من الصعب في الوقت الراهن الحكم على فاعلية أقمار البث التلفزيوني المباشر مستقبلا، نظرا لظهور الكوابل البصرية كمنافس قوي لها من حيث التكلفة ومخاطر الإطلاق ( ) وهذا يعني أن الشر قادم، ولكن عن الطريق الأشد (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: من الآية30).


خامساً: الجديد في البث المباشر
1- بدأ البث المباشر يستقبل في تونس، حيث نشرت الصحف أن القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي بدأت تستقبل في تونس عن طريق بث القمر الصناعي الفرنسي (تلكوم) وعلى امتداد عشرين ساعة في اليوم من 6 صباحا إلى ما بعد منتصف الليل ( ). ومن الجدير بالذكر أن تونس تستقبل التلفزيون الإيطالي منذ عدة سنوات ( ).
2- نشرت جريدة الأهرام أن مصر على وشك استقبال البث الفرنسي، ولكن عبر محطة أرضية، ويبث مباشرة إلى المشاهدين وإلى عدد من الدول، وقد تم توقيع اتفاقية بين الدولتين بهذا الشأن، وسيكون البث يوميا، وعبر قناة مستقلة ( ).
3- من المتوقع أن يتم إطلاق مزيد من الأقمار الصناعية خلال السنوات القادمة، إذا سار البرنامج حسب ما رسم له من قبل مخططيه، ولم تعترضه عوائق جديدة، فقد ذكرت مجلة اليمامة أن قنوات البث ستبلغ خلال التسعينات (120) قناة ( ) وأن إسرائيل على وشك إطلاق قمرها في الفضاء.
4- بدأ التنافس، والسباق بين أمريكا، واليابان،وأوربا الغربية، بل وبعض دول شرق آسيا مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان وهونج كونج، وذلك لتصنيع أجهزة الاستقبال من الأقمار الصناعية، ويعتمد التنافس على أيهما أصغر حجما وأقل كلفة وأعلى تقنية، وقد طرح في الأسواق العالمية عدد من هذه الأجهزة بسعر عشرة آلاف دولار أو تزيد قليلا ( ).
5- ذكر المهندس عبد المحسن عبد الله أحد الفنيين الكويتيين أن تكاليف هذه الأجهزة ستنخفض خلال ثلاث سنوات، حتى إن جهاز الاستقبال سيكون جزءا من التلفزيون ( ).
6- أعلنت الشركات الفرنسية أنها ستشرع في توزيع أجهزة وهوائيات استقبال، ولن يزيد ثمنها عن (6000) فرنك ودخول منافسين سيقلل من قيمتها ( ).
7- ذكرت مجلة اليمامة أنه سيكون في المستقبل من الممكن صناعة أجهزة الاستقبال محليا، بل استطاع أحد المهندسين الكويتيين صناعة جهاز استقبال محلي والتقط به البث بنجاح ( ).
8- أعلنت شركة (فديوثرون) البريطانية أنها ستبدأ في نقل البث التلفزيوني المصري وتبثه مباشرة إلى المشاهدين في بريطانيا ولكن عن طريق الاشتراك بالخطوط الهاتفية ( ).
9- قد تكون هناك مرحلة وسيطة قبل اكتمال البث، وذلك عن طريق المحطات الأرضية التي تبث مباشرة يوميا عبر قناة خاصة، وعن طريق الكيابل السلكية كما في مصر وشركة (فديوثرون) وشبكة (SNN) الأمريكية ( ) أو عن طريق أجهزة استقبال خاصة ومكلفة حاليا.
10- تخطط دولة العدو الإسرائيلي لإطلاق قمرين صناعيين يحوي الأول منهما على (17) قناة قمرية للاتصالات والبث التلفزيوني بقدرة أشعة فعالة بينما يصل الآخر إلى ست قنوات قمرية، وسيغطي القمر بالإضافة إلى فلسطين الحدود الشمالية للمملكة، والدول العربية الواقعة شمال المملكة (الأردن -سوريا -لبنان -العراق وجزء من مصر). ومن المحتمل أن يحدث تداخل موجي مع أنظمة عربسات وذلك عن طريق إطلاق القمر مستقبلا، وقد تمت الموافقة على موقع القمرين من الاتحاد الدولي، وستكون على (15) درجة شرق خط غرينتش ( )
11- وأحب أن أشير إلى الظاهرة التي انتشرت أخيرا، وهي تركيب أجهزة استقبال وهوائيات كبيرة، وذلك للتمكن من مشاهدت بث الدول المجاورة، فإن هذا الأمر يتم دون الحاجة إلى أقمار صناعية فضائية، وإنما يعتمد على قوة بث محطة التلفزيون من البلد المعني، ثم على قوة الهوائي المستقبل واحتوائه على مواصفات معينة، أصبحت الشركات وبعض المؤسسات تعلن عنها، وتؤمن تركيبها.
والخطورة التي تشتمل عليها هذه القنوات لا تبعد كثيرا عن خطورة ما يتضمنه البث المباشر. بل قد تكون أشد في بعض الجوانب لكونها باللغة العربية.
12- كما أشير إلى ظاهرة أخرى، وهي أن بعض الناس بدأ يستقبل بعض القنوات العالمية بعد وضع جهاز استقبال عادي ويضيف إليه بعض المقويات للموجات، ثم يتصور أنه يستقبل من القمر مباشرة، وهذا غير صحيح، وإنما الذي يحدث هو أن أحد السكان يستقبل من القمر عن طريق محطة أرضية صغيرة خاصة توضع في الفلل أو على أحد الأسطح، وهنا يستطع كثير من الجيران الاستقبال نظرا لأن هذه المحطة يتعدى بثها إلى مسافات تطول وتقصر حسب مواصفات معينة، ولا يقتصر بثها على صاحبها فقط، إلا إذا اتخذت احتياطات خاصة، ولو تعطلت هذه المحطة مثلا لتوقف الاستقبال عن جميع الجيران الذين يستقبلون منها دون أن يعلموا عن السبب ( ).
13- والكتاب في مراحله النهائية أعلن (مركز تلفزيون الشرق الأوسط) عن بدء البث التلفزيوني وذلك يوم 18 سبتمبر 1991م كما يلي:
(أ) لالتقاط البث في أوربا عبر القمر الصناعي الأوربي (EUTELSAT_2_F1) - 13 درجة شرقا.
(ب) لالتقاط البث في العالم العربي عبر القمر الصناعي العربي- عربسات- (IB-S.BAND) - 26 درجة شرقا.
وسيكون البث من الساعة الخامسة عصرا حتى الحادية عشرة بتوقيت غرينتش ( ).

سادساً: آثار البث المباشر
أي آثار أتحدث عنها، ماذا آخذ وماذا أدع؟
إن الحديث عن آثار البث المباشر لا ينفصل عن الحديث عن أثر الإعلام الخارجي وماذا جنى على أمتنا خلال العقود التي مضت.
والحديث عن البث المباشر هو الحديث عن الأفلام وما خلفته من ركام، ولا تزال تعبث في أجساد وعقول أمتنا شبابا وشيبا. وقبل الدخول في تفصيل ذلك أضع بين يدي القارئ الحقائق التالية:
1- ذكر الدكتور محمد عبده يماني ( ) أن منظمة اليونسكو أجرت دراسة اتضح من خلالها أن 90% من الأخبار التي يتناقلها العالم من إنتاج خمس وكالات عالمية فقط، وهي:
(أسوشيتدبرس) و (يونايتدبرس) و (وكالة الصحافة الفرنسية) و (رويتر) و (تاس السوفيتية). والأوليان أمريكيتان، والثالثة فرنسية، والرابعة بريطانية، والخامسة سوفيتية.
وانظر إلى هذا الجدول ( ) لترى الأمر العجب وموقعنا بين الأمم:
م اسم الوكالة عدد البلدان المستفيدة عدد الكلمات المبثوثة يوميا
1 أسوشيتدبرس 108 (17) مليون كلمة
2 يونايتدبرس 92 (11) مليون كلمة
3 وكالة الصحافة الفرنسية 152 (3,351,000) كلمة +(50) صورة
4 رويتر 147 (1,500,000) كلمة
5 وكالة الشرق الأوسط 25 (185) ألف كلمة فقط
ويلحظ ما يلي:
(أ) إن هذه الدراسة قديمة وقد زادت بتطور الإعلام.
(ب) انظر إلى عدد البلدان مع الرقم.
(جـ) تم اختيار وكالة الشرق الأوسط لأنها من أقدم وأشهر الوكالات العربية.
ألقى الشيخ سلمان العودة ( ) محاضرة عن أخطار الأفلام وتأثيرها، وذكر خمسة عشر خطرا وقال هي إلى المائة أو إلى المائة والخمسين أقرب، كما قال ابن عباس عن الكبائر عندما سئل هل هي سبع؟ فقال: هي سبعون أو إلى السبعمائة أقرب.
وجميع هذه الأخطار متوافرة في البث المباشر، بل الأمر أعظم من ذلك كما سيأتي.
3- عندما تحدث د / عوض منصور عن البث المباشر ( ) اقتبس جملة من حديث مشهور، استدل بها على خطورة البث المباشر وهي: " ويل للعرب من شر قد اقترب" ( ).
أما مجلة اليمامة فقد اختارت للدراسة التي قامت بها عن البث المباشر عنوانا معبرا حيث قالت: (اختراق يقصم الظهر) ( ).
ويقول عبد الرحمن واصل معبرا عن بعض الأخطار: (يبنون ناطحات السحاب على أنقاض صروح الفضيلة) ( ). وهذه العناوين والاختيارات تعبر بالجملة عما سأذكره لاحقا -إن شاء الله-.
على رسلكم:
فوجئت -كما فوجئ غيري- ببعض الأقلام تخرج علينا في عدد من صحفنا ومجلاتنا، لا محذرة من خطورة البث المباشر، ولا طارحة بعض الحلول الوسط كما فعل الكثيرون، وإنما لتهدئ من روعنا، وتخفف من مخاوفنا، وتبشرنا بأن البث المباشر لا يحمل الشر كما نتوقع، وليس فيه ما يعكر صفو الحياة والمبادئ والقيم، كما وصل إليه علمنا. وتقول إننا نهول ونولول على غير هدى وبصيرة. وكما فعلنا بالأمس عندما جاء الراديو، ها نحن نعيد الكرة مرة أخرى، وهذا دأبنا عند كل جديد، وستزول هذه المخاوف عندما تصبح الحقيقة ماثلة أمام أعيننا، جاثمة داخل بيوتنا.
بهذه البساطة طرح أولئك القوم أفكارهم، وأثبتوا أنهم وصلوا إلى مرحلة من النضج لا يفرقون فيها بين تأثير الراديو وتأثير آخر صيحات التلفزيونات العالمية. ولا يدركون الفرق بين مستوى وعي العامة منذ سبعين سنة ( ) وبين وعي طلاب العلم في القرن الخامس عشر.
وسأختار نموذجين من هذه الأصوات لأبين إلى أي مستوى وصل إليه بعض مثقفينا، ولأنبه إلى أنه في الوقت الذي يجب أن نعالج فيه مشكلات البث المباشر، يجب أن نباشر معالجة البث الغربي بيننا، وفي داخل صفوفنا، ممن يتكلم لغتنا وينتسب إلى بني جلدتنا:
تكاثرت الضباع على خراش فلا يدري خراش ما يصيد
فهذا أولهم يأتينا بما لم تأت به الأوائل ويخبرنا عن بني الأصفر ومدى ارتفاع مستوى أخلاقهم، مما جعلنا نعيد النظر فيما جاءنا عن الثقات، وما رأيناه بأم أعيننا عن أولئك القوم. اقرؤا ما يقول - هداه الله: ( ) (إن التقدم الذي يجري على وسائل الاتصال ليس كله شرا، ودول العالم التي تملك هذه التقنية ليست كلها متجردة من القيم والأخلاق والمبادئ، ولعل من يراقب برامج التلفزيون في بعض دول الغرب -مثلا- يجد أنها تضع حسابات دقيقة لمواقيت ( ) بعض البرامج، مراعاة للأطفال والمراهقين وغير ذلك من الاعتبارات).
أما الثاني: فقد بين كيف كانت حالته في قريته التى ولد فيها على الفطرة، وكيف أصبح بعد ذلك، بعد أن هدم سور القرية، وذكر كيف انـزعج الناس من الراديو عندما قدم، وكيف ارتفعت أصواتهم، وإذا به يصبح أمرا عاديا، وأشار إلى الأصوات التي ترتفع الآن ضد البث المباشر، وكان مما قال (أعتقد لو أن البث الإذاعي المباشر تأخر قرنا آخر لقامت الأصوات ضده حين يشاع عن بدئه، كما تقوم الأصوات الآن ضد البث التلفزيوني العالمي المباشر، الذي نأمل أن يثري ثقافتنا، ويفتح عيوننا وعقولنا، وينقل العالم كل العالم إلى غرفنا الخاصة، وبالألوان وبالمجان) ( ).
وتحدث في مقاله الذي عنون له بما يزلزل القلوب الحية (أهلا بالبث العالمي المباشر)، وقلنا لعل العنوان للإثارة، ولكن كما قال المثل: (تحت السواهي دواهي).
ها هو يقول- رده الله إلى الحق-: (إن الأمم التي سوف ترسل بثها التلفزيوني إلينا عبر الأقمار الصناعية، ليست أمما فالتة من الأخلاق، خارجة عن القيم... كلا ( )... بل هي أمم لها أخلاقها وقيمها، لقد شاهدت التلفزيون الأمريكي والإنجليزي والفرنسي والهولندي واليوناني -عبر سفريات- فلم أجدها يخدش الأخلاق الأصيلة) ( ).
هكذا كتبا، وكتب غيرهما قريبا من ذلك، ولهذا فإني أوضح ما يلي:
1- لن أرد على ما ذكرا، فمن خلال الصفحات التالية ستتضح الحقيقة إن شاء الله.
2- أذكرهما وأمثالهما بقوله تعالى: (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) (البقرة: من الآية219).
وأذكرهما بقاعدة (دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة)،وقاعدة (سد الذرائع) بل أذكرهما بمثل يعرفه أهل القرى (الباب اللي يجيك منه ريح سده واستريح).
3- وأخيرا أقول لهما، ولأمثالهما: على رسلكم، فلن يصح إلا الصحيح و (قل خيرا،أو فاصمت) و (قل خيرا تغنم،أو أمسك عن شر تسلم).

يصعب حصر آثار البث المباشر المتوقعة، ولكن سأكتفي بأبرز ما يتوقع من آثار بناء على الحقائق والأرقام التي سأذكرها، فنحن لا نرجم بالغيب، ولا ننطلق من عاطفة خالية من الحقائق، ولا يجوز أن نسكت حتى يأتي لنرى أخطاره وآثاره.

أولاً: الأثر العقدي :
من أخطر ما يتوقع أن يجلبه البث المباشر زعزعة عقيدة الإسلام في نفوس كثير من الناس، فاليهود والنصارى قد جعلوا من أهدافهم إخراج المسلمين من دينهم وزعزعة العقيدة في نفوسهم، وقد تحقق شيء من ذلك عبر وسائل كثيرة من أبرزها التلفزيون، ولننظر في هذا التقرير الذي صدر عن اليونسكو:
................. والحق ما شهدت به الأعداء
"إن إدخال وسائل إعلام جديدة، وخاصة التلفزيون في المجتمعات التقليدية، أدى إلى زعزعة عادات ترجع إلى مئات السنين، وممارسات حضارية كرسها الزمن" ( ).
ويمكن تلخيص الآثار العقدية بما يلي:
1- خلخلة عقيدة المسلمين، والتشكيك فيها:
وذلك عبر وسائل، وأساليب متعددة حتى يعيش المسلم في حيرة، واضطراب، ويصبح كما أصبح الخيام ذات يوم، عندما عبر عن حالته قائلا:
لبست ثوب العمر لم أستشر
وسوف أنضو الثوب عـني
وحرت فيه بين شـتى الفكر
ولم أدر لماذا جئت أين المفر
وكما عاش سيد رحمه الله قبل الهداية:
وقف الكون حائرا أين يمضي
عبث ضـائع وجـهد غـبين
ولماذا وكيف لو تشاء يمضي
ومصير مـقنع لـيس يرضي
2- إضعاف عقيدة الولاء، والبراء، والحب، والبغض في الله :
إن استمرار مشاهدة الحياة الغربية، وإبراز زعماء الشرق،والغرب داخل بيوتنا، والاستمرار في عرض التمثيليات،والمسلسلات سيخفف، ويضعف من البغض لأعداء الله، ويكسر الحاجز الشعوري، فمع كثرة الإمساس يقل الإحساس. والله جل وعلا يقول: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) (المجادلة: من الآية22) [الآية].
ومن أمثلة ذلك، حب وتعظيم كثير منهم كلاعبي كرة القدم، وخذ مثلا (مارادونا) ( ) وبعض المغنيين كـ(مايكل جاكسون) الذي تعلق به كثير من الشباب، والفتيات. و (ستيف) الذي أعجب به حتى الأطفال، وأصبح الواحد منهم يقوم ببعض الحركات ويقول: أنا (ستيف). ناهيك عن حب كثير من الممثلات وعارضات الأزياء، وهلم جرا.
3- تقليد النصارى في عقيدتهم :
وذلك "باكتساب كثير من عاداتهم المحرمة التي تقدح في عقيدة المسلم، كالانحناء، ولبس القلائد والصلبان، وإقامة الأعياد العامة، والخاصة. ولو نظرنا إلى بعض المسرحيات التي يقوم بها بعض أبناء المسلمين، كيف أن الممثل عندما يخرج إلى الجمهور يصفقون له ثم، ينحني لهم بما يشبه الركوع مما لا يجوز صرفه إلا الله، وهو تقليد غربي. وقس على ذلك ما عداه... ومن ذلك التشبه، حيث رأينا القصات العالمية، قصة مايكل جاكسون وقصة (ديانا)، وكذلك التشبه باللباس، وطريقة الأكل، إلى غير ذلك من صنوف التشبه المحرمة " ومن تشبه بقوم فهو منهم " و " من أحب قوما حشر معهم ".
4- إظهار بلاد الكفر بأنها بلاد الحرية، و الديموقراطية والعدالة: وذلك بما يتاح للفرد فيها ما لا يجده في بلاد المسلمين، كحرية الكتابة، وإبداء الرأي، والمظاهرات، وأسلوب المحاكمات، وبعض هذه الأمور أوجه حسنة- ولا شك- وفي ديننا ما هو أفضل منها، ولكن إبراز هذا الأمر يعطي صورة غير حقيقية عن تلك البلاد، مما يجعل بعض المسلمين يتعلق بها، بل ربما يدخل في روعه أن سبب ذلك بسبب عدم تمسكهم بدين، وأن تأخر المسلمين بسبب دينهم، وقد سمعنا مثل ذلك ممن ذهب إلى الغرب، وفتن بحضارته.
5- نشر الكفر، والإلحاد: حيث إن كثيرا من شعوب تلك الدول لا يؤمنون بدين، ولا يعترفون بعقيدة سماوية. ومن ذلك أفلام السحر، حيث تكثر في تلفزيونات أوروبا، وأمريكا، بل وصلت إلى بعض التلفزيونات العربية، وقد ذكر أحد الدعاة أنه قد رأى ذلك في أحد تلفزيونات الخليج، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
6- ومن أخطر الآثار العقدية الدعوة إلى النصرانية: عبر البث المباشر واقرأ هذه الأخبار لتعرف الحقيقة:
(يستعد الفاتيكان لبناء محطة تلفزيونية كبيرة، للبث في كافة أنحاء العالم للتبشير بتعاليم الإنجيل بواسطة ثلاثة أقمار صناعية تسمى بمشروع نومين ( ) (2000) مع العلم أن القمر الواحد يغطي ثلث مساحة الكرة الأرضية.
(عقد في هولندا اجتماع عالمي للتنصر حضره (8194) منصر، من أكثر من مائة دولة، وكلف (21) مليون دولار، برئاسة المنصر جراهام بيلي، وقد تحمل نفقات هذا المؤتمر منظمة سامرتيان برس، وهدف المؤتمر دراسة كيفية الإفادة من البث المباشر في التنصير) ( ).
ويقول الأستاذ: د/ عمر المالكي:
(والأمر الملفت للنظر وجود شبكة للبرامج الدينية التي تشرف عليها الكنائس، مثل شبكة البث المسيحي ( ) (NBN) وشبكة (CBN) والشبكة الأخرى يصل بثها إلى أكثر من (17) مليون عائلة عن طريق الكابلي (vATC) وبرامجها على مدار الساعة تقدم عن طريق القمر الصناعي (SATC 3) وتوجد عدة قنوات للبث الديني، واحدة منها للبث الديني اليهودي، ومن المقرر بنهاية 1990 م أن يصل عدد الكنائس الموصلة بشبكات البث الخاص عن طريق الأقمار الصناعية إلى عدة آلاف ( ).
هذه بعض آثار وأخطار البث المباشر على عقيدة المسلمين، وقد لا تبدو تلك الآثار سريعة، ولكن مع الزمن والتكرار يحدث الأثر، حيث يقول الأستاذ - عبد الرحمن العبدان ( ) وهو يصنف أنواع البرامج في البث المباشر، حيث ذكر عددا منها ثم قال ومنها: البرامج الموجهة للصغار، وفي رأيي أن هذه أكثر أنواع البرامج الوافدة خطورة، لأن الطفل أكثر تعلقا بالبرامج الجذابة، وأسرع تأثرا بها، وأقل تمييزا لما يقدم من خلالها، إذ أن تأثيراتها السلبية قد تطال سلامة العقيدة أو صفائها إلى جانب السلوك ( ).
وأذكر المقللين من خطورة البث المباشر الذين يحسنون الظن بالغرب أذكرهم بقوله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة: من الآية120).
ثانياً: الأثر الثقافي والعلمي :
لم أكن أتصور قبل القيام بهذه الدراسة أن واقع البلاد العربية في هذا المستوى من الأمية، والجهل، وارتفاع نسبة الأمية في البلاد العربية له تأثير سلبي أثناء التلقي من الحضارة الوافدة، سواء كانت عن طريق البث المباشر، أو غيره.
وإلقاء نظرة سريعة على هذه الأرقام تغني عن محاضرات وبحوث:
في ندوة (ماذا يريد التربويون من الإعلاميين) التي عقدت في الرياض عام 1402 هـ تحت إشراف مكتب التربية العربي لدول الخليج، جاءت دراسة مهمة أذكر بعضا منها:
يوجد أكثر من 33% من أطفال البلاد العربية ما بين سن 6 - 14 خارج المدرسة، ويقدر هذا العدد بأكثر من خمسة عشر مليون طفل.
يوجد 75% من شباب البلاد العربية ما بين سن 15- 17 خارج المدرسة الثانوية بمختلف أنواعها.
يوجد حوالي 90% من شباب البلاد العربية من 18- 24 دون تعليم عال، أو جامعي.
يوجد قرابة 50% من أفراد المجتمع العربي فوق سن (15) من الأميين ( ). بل إن مما يزيد الوضع صعوبة، وتعقيدا، ما يقضيه الطالب- بين حجرات الدراسة وما يقضيه أمام التلفزيون، فقد ذكر د/ حمود البدر أن الأبحاث، والدراسات أثبتت أن بعض التلاميذ في البلاد العربية عندما يتخرج من الثانوية العامة يكون قد أمضى أمام التلفزيون (15.000) ساعة، بينما لم يقض في حجرات الدراسة أكثر من (10.800) ساعة على أقصى تقدير ( ).
هذا مع أن هؤلاء التلاميذ لا يشاهدون إلا قناة أو، قناتين، فكيف إذا أتيحت لهم مشاهدة عدة قنوات، دون حسيب،أو رقيب. لهذا فإن البث يشكل خطورة على ثقافة الأجيال التالية، متمثلا بما يلي:
ا- إضعاف مستوى التعليم لدى أفراد الأمة، وقد أجريت دراسة عن أثر التلفزيون على تحصيل الطالب فأفاد 64% ممن شملتهم الدراسة أنه يشغل عن التحصيل، والاستذكار.
2- تلقين مفاهيم جديدة.
3- ربط الناس بمناهج غربية، يساعد على ذلك شيوع تعلم اللغات الأجنبية.
4- شيوع الخمول، والكسل، وعدم الجدية، وبخاصة أن أشد البرامج إغراء ليلتي السبت،والأحد، وهما من أيام الدراسة في البلاد العربية، أضف إلى ذلك السهر الذي سيؤثر على بعض الطلاب؛ لأن وقت عرض البرامج المغرية في أول الليل هناك، يكون الوقت عندنا متأخرا، كان يجري أثناء نقل المباريات العالمية التي تجري عندهم بعد العشاء مباشرة، تكون عندنا قرب الفجر ( ).
5- إضعاف مستوى التلاميذ في اللغة العربية، ونحن الآن نشكو من الضعف في هذا الجانب دون بث مباشر، فماذا سيحدث بعد ذلك.
وأختم هذا الجانب بهذه الحقائق:
(شكت وزيرة الثقافة اليونانية (ملينا يركورى) من أن بلدها قد دهمته الثقافة الأمريكية ( )
وفي فرنسا صرح وزير الثقافة الفرنسي في السبعينات أنه خائف من وقوع الشعب الفرنسي ضحية للاستعمار- الثقافي الأمريكي ( ).
وجاء وزير الثقافة الفرنسي الجديد (جاك لانق) وشن حملة قاسية على القنوات التلفزيونية التجارية، وقال إنها أصبحت صنابير تتدفق منها المسلسلات الأمريكية، فقد لاحظ أنه في يوم الأحد، وفي الساعة الواحدة ظهرا، تجد خمس قنوات فرنسية تبث مسلسلات أمريكية، مع أن عدد القنوات الفرنسية ست قنوات فقط، أي أكثر من 80% تبث الثقافة الأمريكية ( ).
وشكا رئيس وزراء كندا (بيار ترودو) من تأثير الثقافة الأمريكية على الشعب الكندي ( ).
إذا كانت هذه حال أولئك القوم وشكواهم مع أنهم في وضع سياسي متقارب، ودينهم واحد، ومناهجهم متشابهة، فكيف بنا، وماذا ستكون حالنا مع الثقافة الوافدة، يقول الأستاذ/ عبد الرحمن العبدان، وهو يتحدث عن البث المب
avatar
عمر المختار
مدير المنتدى
مدير المنتدى

تاريخ التسجيل : 14/04/2010
الموقع : النجـم اللامـع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

البث المباشر (حقائق وأرقام) Empty رد: البث المباشر (حقائق وأرقام)

مُساهمة من طرف برج 11 الجمعة 28 يناير 2011 - 1:48

عمر المختار


جزاك الله خير
برج 11
برج 11
المراقب العام
المراقب العام

تاريخ التسجيل : 29/04/2010
الموقع : وميض النجم اللامع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

البث المباشر (حقائق وأرقام) Empty رد: البث المباشر (حقائق وأرقام)

مُساهمة من طرف عمر المختار الإثنين 18 أبريل 2011 - 23:28

برج 11


بارك الله فيك


أشكرك على مرورك
avatar
عمر المختار
مدير المنتدى
مدير المنتدى

تاريخ التسجيل : 14/04/2010
الموقع : النجـم اللامـع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى